من ضمن المشاريع التي أقامتها العتبة العلوية المقدسة، مشروع دار «أبو طالب» عليه السلام للطباعة الذي يعمل على طبع النتاجات الدينية والإعلامية والثقافية والفكرية لينهل منها أفكار ونهج ومبادئ أهل البيت عليهم السلام، وقد انطلق هذا المشروع الواعد وفق أسلوب تدريجي على أمل أن ينمو ويزدهر، فأصبح لبنة أولى لإنشاء مؤسسة للطباعة والنشر نتمنى ان تتناسب مع مكانة العتبة العلوية المقدسة، وقد استطاع مؤسسوا هذا المشروع جمع كوادر إحترافية لها القدرة على إدارة المطبعة الحديثة فضلا عن تأهيل البعض الآخر منها، وقد بدأ هذا المشروع بخطوات أولية كبذرة تأسيسية ساعين الى بذل أقصى الجهود للوصول إلى مستويات متقدمة تحقق الطموح الذي أرتجاه المؤسسون، مجلة الولاية ارتأت ان تلتقي بمسؤول هذا المشروع السيد علاء المرعبي لتجري معه هذا الحوار.
في البدء يحب القارئ ان يطلع على سبب وأهمية تأسيس هذا المشروع؟
ـ ان مشروع دار «ابو طالب» عليه السلام للطباعة، شعبة يشرف عليها بشكل مباشر مكتب الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة، ومما لاشك فيه ان هناك نتائج عدة يفرزها مشروع دار «أبو طالب» للطباعة والنشر والتوزيع من بينها أن هذا المشروع يحقق مبدأ اقتصاديا من ناحية جدواه وضغط التكلفة وتقنين النتاج المطبوع وذلك بعدم الإسراف في عدد المطبوع فيما لو طبع في مكان آخر، فنحن نقوم بطباعة الكميات التي تحتاجها العتبة العلوية المقدسة على وجه الدقة والحاجة الفعلية، دون الخضوع لشروط المطابع الخارجية بهدف تقليل التكلفة والانفاق في حال زيادة عدد وكمية المطبوعات المتفق عليها معهم، ومن الجدير بالذكر أن الأسعار المعتمدة في دار «أبو طالب» عليه السلام للطباعة هي أسعار تنافسية مقارنة مع الأسعار التي يقدمها أصحاب المطابع كون هذه المطابع خاضعة لآلية السوق التي تضع الربح معيارا اساسيا فضلا عن تأثرها بعلاقة العرض والطلب والمناسبات العامة والخاصة المتعلقة بشكل مباشر بالطلب المرتبط بعلاقة طردية مع السعر.
هل بالامكان ان يعمل المشروع على نتاجات جديدة الى جنب عمل الطباعة؟
هذا المشروع بإمكانه ابتكار أشياء وتقنيات جديدة وتطوير نماذج جميلة كنتاجات الوسائل التعليمية، والترفيهية الملتزمة والموجهة، والدعائية الترويجية، والهدايا منها التراثية التي يسعى إليها الزائر الكريم، لوجود الفرصة للتجربة والابتكار عند توفر المواد الأولية والأجهزة اللازمة, ويمكن أيضا أن نوفر من خلال هذا موارد مالية بعد تطور العمل وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة للانطلاق بهذا المشروع الكبير.
من أي الوحدات يتشكل المشروع؟
يتكون المشروع من وحدات عدة منها وحدة وحدة الأوفسيت حيث تقوم هذه الوحدة بالأعمال الطباعية المتنوعة بكافة وعلى مدار السنة ومختلف المناسبات وتغطية حاجة العتبة المقدسة بالإصدارات المختلفة من المجلات وصحف وبروشرات وغيرها من الأعمال الطباعية بمختلف الأحجام وحسب الحاجة إليها, وكذلك وحدة الفلكس اذ تعدُّ هذه الوحدة من الوحدات المهمّة والحيوية في الدار, حيث تقوم هذه الوحدة بطباعة كافة أنواع الإعلانات والإشعارات في العتبة المقدسة, وطباعة الرايات الملونة وغيرها من البرامج الإعلانية التي يقوم قسم الإعلام بتنفيذها وحسب التنسيق مع شعبة الإعلانات فيها.
ووحدة الهدايا والسكرين وتقوم هذه الوحدة بطباعة احتياجات العتبة المقدسة كافة من الهدايا المختلفة, وتوكل الى وحدة الطباعة الالكترونية مهام طباعة ما تحتاج إليه العتبة المقدّسة وسد حاجة كافة الأقسام من الأختام المختلفة القياسات والأحجام, والمطبوعات المختلفة. وهي أيضا من الوحدات التي استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي للعتبة فضلا عن الاستثمارات الخارجية.
هل هناك خطوات عملتم عليها لفتح باب الاستثمار خارج العتبة العلوية المقدسة؟
ـ الدار تولت وبعد مباركة الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة فتح الاستثمارات الخارجية لأهالي النجف الأشرف وغيرهم من خارج المحافظة، إذ تلقت الدار أعمالاً من بعض المزارات الشريفة في العراق بالإضافة إلى المؤسسات ودوائر الدولة، ونطمح بان يحقق هذا المشروع جنبتين، وهما جنبة تحقيق احتياجات العتبة من المستلزمات والأمور الخاصة بالطباعة بأنواعها كافة، فضلا عن فتح باب الاستثمار الخارجي للأعمال التي تدر الأموال للعتبة العلوية المقدسة, ومن الجدير بالذكر ان جميع الأموال التي ترد إلى الدار توزع على قسمين, قسم لتطوير الدار في الوقت الحاضر من شراء أجهزة ومعدات ومواد أولية وفي النية تحقيق الاكتفاء الذاتي للدار والتمويل الذاتي بجميع مفاصله، أما القسم الآخر فهو ما نخطط له للمستقبل كي يكون مصدر دخل مالي للعتبة العلوية المقدسة، الا اننا اليوم نركز على تطوير وتكملة نواقص واحتياجات الدار لتطوير.
ما أهم نتاجات المشروع وما طبيعة العروض التي تقدمونها بالنسبة للعمل القادم من خارج العتبة العلوية المقدسة؟
ـ نتاجات الدار متنوعة وماعدا طباعة الأوفسيت في الوقت الحاضر فإننا لدينا أجهزة تواكب العصر الحاضر وهي جيدة ونطمح مستقبلا أن يضم الدار عددا آخر من الأجهزة المتطورة والحديثة تتميز بالدقة العالية والكفاءة في مجال الطباعة وان الكثير من النتاجات التي يقدمها المشروع أسعارها دون أسعار المطابع الخارجية وبأسعار ثابتة أي بمعنى أن أي منتج يقدم من خارج العتبة يكون سعر طباعته مساويا سعر ما يطبع للعتبة، وهذه تأتي ضمن توجيهات سماحة الأمين العام، بان تكون الأسعار ثابتة وتنافسية، وبسبب ضيق مساحة الدار التي لا تتناسب وحجم هذا المشروع فقد تم تخصيص مساحة ارض له بمقدار عشرة آلاف متر مربع سيتم إنشاء مطبعة وفق المواصفات المطلوبة عليها بأجهزة حديثة وان شاء الله ستكون معلما يتناسب ومكانة العتبة العلوية المقدسة ونطمح أن تكون مؤسسة للنشر والتوزيع وهي قطعة ارض قرب الشارع الحولي بقرب النقطة الأمنية 66.
ويسعى هذا المشروع للنهوض بواقع الطباعة ومواكبة العصر الحاضر وما وصلت إليه التقنيات العالمية في هذا المجال، كما أن الهدف الأساس من إقامته هو لنشر فكر ونهج أهل البيت عليهم السلام الى كل العالم.
نشرت في الولاية العدد 98