جامعة بغداد صرح علمي متميز وبارز على مستوى العراق وخارجه ، وكان يحدوني الامل وانا اذهب للقاء الامين العام للمكتبة المركزية في الجامعة ان اجد مؤسسة علمية رصينة بنظام مكتبي متميز ومتطور يسهم في تطوير الدولة والمجتمع ، فمن خلال تطور المكتبات ورقيّها يقاس تقدم الامم ، وبعد لقائي بأمين المكتبة الدكتور غالب عبد الكريم الذي استلم المكتبة منذ اقل من سنة اثار بعض الهموم والمشاكل التي تمنع من تطور وتقدم المكتبة ، وخلال تجوالي معه في بعض شعب المكتبة ووحداتها وجدت المكتبة بحاجة الى الكثير من العمل المخلص لتكون بحق مؤسسة علمية ناهضة !!! ، وهذا ما يسعى اليه امين المكتبة.
ما تقييكم للواقع العلمي والفكري للطلبة ؟
يمكن استشفاف الواقع العلمي والثقافي والفكري من خلال الاحصائيات الموجودة في قسم الاعارة وقاعة المطالعة او من خلال مراجعة الطلاب الى أقسام المكتبة الاخرى كالمكتبة السمعية والبصرية ، ومن خلال هذه الاحصائيات والمراجعات بصورة عامة يمكن القول بان هناك اقبال جيد على المكتبة بأقسامها البحثية المختلفة ، وعدم عزوف الطلبة عن القراءة والمطالعة والبحث.
هل اهتمامات الطلبة بالمواضيع الاكاديمية ام هل هناك طلب على المواضيع الثقافية الاخرى ؟
باعتبار المكتبة مركزية داخل الجامعة فبالتأكيد هناك اقبال كبير من قبل الطلبة على طلب العلوم الاكاديمية ومصادر المعلومات التي يحتاجها الطالب او الباحث الاكاديمي، ومع ذلك لا يوجد هناك عزوف عن طلب الثقافة العامة ، وهناك بعض الطلبة وبصورة فردية يعملون على اقامة معرض شخصي يضم بعض الكتب العامة مثل القصص والروايات وغيرها من كتب المعرفة وهناك طلب جيد عليها ويكون ريع هذه المعارض تخصص للأيتام والمحتاجين وهذا بحد ذاته ثقافة عامة ورائعة بين الطلبة .
هل اثرت التكنلوجيا على المكتبة او ثقافة القراءة ؟
التكنلوجيا تسير بشكل متوازي مع المكتبة فالإنترنت لا يمكن ان تأخذ منه معلومات كاملة لان الباحثين عادة لا ينشرون بحثوهم كاملة بسبب حقوق المالكية الفردية او معلوماته الببليوجرافية غير كاملة ، لذا فان الطالب والباحث بصورة اخص يعلم خصوصية المكتبة فالمكتبة مكملة للتطور التكنلوجي ، حيث تزود الـ (id) وهوية الشخص مع كلمة السر لكل المشتركين في المكتبة مع درجات مختلفة (الذهبي والفضي والمجاني) وبأجور رمزية لذا لتلبية احتياجات الباحث ، لذا فانا ارى ان التكنلوجيا هي مكملة او داعمة للمكتبية ومكملة لها في بعض الاحيان وليس العكس.
ما هو النظام المكتبي التي تعتمده المكتبة المركزية في الفهرسة والتصنيف ؟
تعتمد مكتبتنا وغالبية المكتبات التابعة للجامعات النظام الاوربي العشري لاسيما بعد صدور الامر الوزاري بذلك، فنستخدم اليوم النظام الديووي العشري وعلى برنامج (winisis ) ،وقد اطلق موقع شامل للنظم المكتبية في العتبة الحسينية بالاشتراك مع الجمعية العراقية لتكنلوجيا المعلومات برئاسة الدكتور طلال وبالحقيقة نحن من الداعمين لهذا المشروع الذي انتظرناه طويلا و كان امنيتنا وقد تحققت، ونسعى لنظام اكثر تطورا وهو نظام مكتبة الكونكرس (lc) وهو مهم جدا ويجب ان نطور نظمنا المكتبية في العراق مع احدث ما وصلت اليه النظم العالمية في المكتبات .
ما اقسام المكتبة المركزية ؟
المكتبة لها فرعان الاول في رئاسة الجامعة في الجادرية والثاني في باب المعظم ولدينا 6 شعب و21 وحدة ادارية وفنية ، وتعمل كل وحدة حسب تخصصها الاداري او المكتبي ، ويوجد لدينا متخصصين في المجالات المكتبية منهم ثمانية اختصاص تدريسي ، وخمسة عشر اختصاص مكتبات ، وهناك مختص في الترجمة الانكليزي والعبري والاسباني ، ومع الاسف لا يوجد في جامعة بغداد أي كلية او قسم مختص بالمكتبة وقدمت الكثير من الطلبات لاستحداث فرع او قسم باسم المكتبات لكن تم رفضه.
هل هناك تحديث دوري لمصادر المعلومات ؟
في السابق كان هناك تحديث دوري وشراء الكتب والمصادر من المعارض الداخلية والخارجية حيث كانت ترسل كتب رسمية لكل كلية وقسم عن احتياج القسم الى مجموعة من عناوين الكتب ويتم ارسال قوائم الاحتياجات لشراء الكتب وكانت هناك ميزانية خاصة ولنا حق الاختيار في شراء الكتب، وكنا نشتري الكتب من المعارض الدولية كمعرض القاهرة والاردن والبحرين ، فقد كانت هناك ميزانية خاصة لشراء الكتب وتحديث مصادر المعلومات الاخرى ، اما الان فقد توقفت جميع عمليات الشراء والتحديث .
ما عدد الاوعية المكتبية الموجودة؟
تحتوي الكتب على الكثير من الاوعية المكتبية ، فعدد عناوين الكتب يبلغ بحدود 400الف عنوان ، اما الدوريات فعددها 2500 عنوان دورية ، اضافة الى البحوث والدراسات الجامعية والمكتبة السمعية والبصرية فلا يوجد احصائيات دقيقة لها ، وقد بدأنا الان بجرد جميع المكتبة.
كيف تعاونكم مع باقي المؤسسات الثقافية ؟
في الحقيقة هناك تعاون كبير مع المؤسسات الثقافية وغيرها لاسيما العتبات المقدسة فهناك تعاون وثيق مع العتبة الحسينية والعباسية فقد تم تدريب بعض الكوادر لدينا في العتبة الحسينية والعباسية ، وتعاون مع دار المامون وغيرها من المؤسسات ، ونأمل فتح روابط ثقافية مع العتبة العلوية المقدسة لاسيما الفكرية والاعلامية والمكتبة المركزية في جامعة بغداد تسعى بالانفتاح على الجميع وتقديم الافضل ، واساس عملنا هو تقديم المعلومات لكل الباحثين وطالبي العلم
ما أ برز الصعوبات التي تواجهها المكتبة؟
من ابرز الصعوبات التي تواجهنا في الوقت الحاضر هي عدم وجود تخصيصات مالية للمكتبة الذي بدوره قد اوقف الكثير من عمل المكتبة ، والصعوبة الاخرى هو عدم وجود نظام لمكتبات الجامعات ، وقد قدمنا نظاما خاصا لعمل المكتبة لكن دون جدوى ، وقد طرحت جامعة بغداد مشروع نظام لإنشاء دستور خاص بعمل المكتبات الجامعية لإقراره ، فقد عرقل عدم وجود النظام الكثير من الاعمال فمثلا بيع خدمات المعلومات الذي يمكن ان يمكن المكتبة من توفير بعض احتياجاتها من هذه العملية كذلك عمل الحسابات وغيرها ، وهناك برأيي مشكلة ادارية وهي مكتبات الكليات فهي غير تابعة للمكتبة المركزية وتعمل باستقلالية مما يجعل اختلاف كبير بين مكتبات الكليات وعدم توحدها بنظام مكتبي موحد .
هل لديكم مخطوطات ؟
في الواقع المخطوطات كانت مهملة وقد وجدنا الكثير منها على الارض بدون ادنى عناية ،ونعمل اليوم على جردها وحفظها ، وهناك الكثير من الخرائط المهمة والافلام المهمة وقد فقد منها الكثير واحرق القسم الاخر منها بسبب سوء الادارات السابقة ، وقمنا بنسخ البعض منها اقراص ونعمل على ترتيبها ، وتحدثت الدكتورة ايمان التدريسية في المكتبة بانها شاهدت في الثمانينيات المخطوطات وقد رميت في باب الغرفة واتلفت واهملت وضاع منها الكثير.
-عندما اطلعت على غرفة المخطوطات والكتب النادرة لم اجد أي مخطوطة ، وجدت فقط مصورات للمخطوطات لا تتجاوز المائة ووجدت بعض الخرائط والكتب المطبوعة القديمة وقد علاها التراب ووضعت بوضعية بائسة تعرضها للتلف ، وقد سألت الموظفة المختصة عن المعيار الذي يميز الكتب النادرة عن غيرها فلم تجب!!!!
نشرت في الولاية العدد 104