لجنة السلامة الفكرية

جميع علماء الأمة الإسلامية وفلاسفتها وفقهائها عاكفون على التأليف نشراً لعلومهم ومعارفهم وكل الموهوبين لهم الكتابة، والكتاب أداة لتحرير عقول الناس من براثن العمى العلمي والجهل الثقافي. ومن تلك الاجواء ارتأينا اللقاء بالسيد فاروق محسن ابو العبرة عضو لجنة السلامة الفكرية في العتبة العلوية المقدسة ودار الحديث..

نرجو اعطاءنا فكرة موجزة عن لجنة السلامة الفكرية والهدف من تشكيلها في العتبة العلوية المقدسة؟
لجنة السلامة الفكرية والأحرى هي لجنة السلامة العلمية والثقافية: هي مكونة من اعضاء ثلاثة ورئيس اللجنة سماحة الامين العام ادام الله بقاءه.
أما الهدف من تشكيل اللجنة: انا في نظري هي من اهم المرافق الحيوية التي اعتمدتها العتبة لتحسين اداء الباحثين من وجهة نظر فكرية، وأيضا من اجل طباعة افضل الكتب والمؤلفات المتضمنة لأنسب مقومات نجاح الكتاب، فاللجنة لا تسمح بالمخالفات.. ونحن امناء نبحث بامور عموم الفكر الاسلامي، واللجنة صمام الامان لئلا يرد في الكتب والنشاطات المؤلفة التي يراد طباعتها في العتبة ما ليس في الاسلام، كما نمنع الاعمال الركيكة والضعيفة في محتوياتها، او نقومها من الاخطاء والانحرافات التي تحصل في المسار العام عند تناولهم فكر مدرسة اهل البيت عليهم السلام او مما يشوبها من تقصير في المنهجية العلمية أو اية مغالطة او عشوائية في اي مجال سواء فكريا او عقائديا او اجتماعيا او شرعيا او تاريخيا وغيرها.. فهذه المؤسسة الدينية الآن سائد بين الناس اصدارات العتبة تؤخذ من المسلمات ويعملون بتوجيهاتها لذا خطر الكلمة هدف في منهج ادارة هذه اللجنة وموضوعها الرقابي فيه الشيء الكثير الذي يجب ان نقف عنده ونقيمه بدقة.
ما نوعية الكتب التي تخضع لتقييمات عملكم في اللجنة؟
المباحث والكتب التي ترد الينا على نوعين:
الاول: مباحث ترد من خارج العتبة من المؤسسات والمراكز العلمية والثقافية خارج وداخل القطر ومن الجامعات العراقية وغيرها اصحابها يرومون طباعتها على حساب العتبة واللجنة مكلفة لضبط تلك الكتب، وتقييم صلاحية موادها للنشر ونحن نبذل قصارى الجهد لنعطي التقييم المناسب في حالة قبولها اوردها وللمسؤولين الرأي الاخير في الموافقة او عدم الموافقة على طباعتها
الثاني: مباحث تأتي الى اللجنة من جميع اقسام وشعب العتبة ونحن نخضعها للدراسة والتقييم في حالات كثيرة نقدم نصائح للمؤلفين والباحثين لتحسين اداء بحوثهم وتأليفاتهم ومن ثم نعيدها مشفوعة بالتقييم الى السادة المسؤولين.
ما معنى انكم تقيمون الكتاب؟
اللجنة في عملها تلاحظ عنوان الكتاب بدقة ثم نقوم بدراسة المتن، وهل ان الباحث ملتزم بخطوات وقواعد البحث العلمي ومدى تطبيقه للمناهج الحديثة وهل هو متقيد بموضوعية موضوعه ونلاحظ صياغاته الادبية وانسيابية كتابته وتصويره وتحليله وكيفية استعمالاته للمصطلحات والتأكد من صحة مادته العلمية او العقائدية او الفكرية او التاريخية او الاخلاقية او الشرعية او الاجتماعية فتخضع كل تلك الاشياء للمراجعة والتدقيق، وهذه العملية تتطلب المهنية العالية والموضوعية والملاحظة الدقيقة مع دراستها ومن ثم نسجل ملاحظاتنا ان وجدت، وبعد تفكير طويل في مجمل العمل نعطي تقييمنا ونرسله للمسؤولين ولهم الرأي الاخير.

ما في اعتقادكم الشروط التي يجب توفرها في الشخص ليؤلف كتابا؟
على كل من يريد ان يؤلف كتابا او كتيبا او مقال لا بد ان يقرأ كثيرا فيما يتصل بموضوعه ليحقق (إلماما كافٍ) بجوانبه فتراكم الخبرة وكثرة المطالعة والكتابة تنمي القابلية وتسبب القدرة على تهيئة نوعية المواد اللازمة وعدم اختلاطها في عقله، وعليه ان يكون عارفا بكل ما يتصل بالمادة ليكتسب السعة التطويل او الاختصار، هذا كله قبل المباشرة بالكتابة، والكاتب لكي يجعل القارئ متشوقا لقراءة كتابه لا بد ان يتحلى بقلم فيه جمال الصورة وسعة الافق في مناقشاته وسيطرته على عرض المشهد وهذه موهبة او ملكة قد يكتسبها من كثرة ممارسته للقراءة والكتابة.
هل توجد نصيحة تقدمونها للباحثين كي يعملوا بها قبل ارسال بحوثهم الى لجنتكم الموقرة؟
نصيحتي لأخواني الباحثين، ان البحوث التي تقدم الينا لا بد من ان تتناسب موادها مع شأن العتبة وجوّها الفكري، فنحن تحت انظار العالم الاسلامي، لا بد من ان تتوافر فيها المتانة والقوة والرصانة وتكامل المعلومات وان تتضمن قواعد واصول البحث العلمي، فالامر التنظيمي لا استغناء عنه، فالباحث لو لم يكن في بحثه هذا المنهج الحديث لا قيمة لمادته العلمية، والباحث مهما كان عالما لا ينفعه ما لم يكتب بحثا ممنهجا، والمنهجية الحديثة مصلحتها للطرفين للمؤلف وللقارئ.
فالشاعر ذو الموهبة لا يكون شاعرا كبيرا ما لم يتعلم القواعد والاصول الشعرية، فامر التنظيم لا يمكن الاستغناء عنه، فليس كل احد يستطيع تبويب مادته وتوحيد اجزائها ووضعها في محلها اللائق.

نشرت في الولاية العدد 105

مقالات ذات صله