السيد جعفر المروّج

هاشم الباججي

منذ مدة طويلة عرفت السيد جعفر مصلحا ومرشدا فلطالما كانت محاضراته وتوجيهاته تؤثر بشكل كبير في المخاطبين وذلك – وحسب ماراه – لصدقه وجديته في طرح المواضيع التي تهم المجتمع ولاسيما الشباب ، فدائما كنت الحظه يتعامل معهم برفق وتودد لكسبهم ، وللسيد المروج التفاتة جميلة وهو يؤم المصلين يوميا في جامع الامام الحسن عليه السلام حيث يطلب من المصلين ما بين صلاتي الظهر والعصر من طرح اسئلتهم واستفساراتهم واشكالاتهم لمناقشتها ويجيبهم بطريقة مقنعة ومحببة تتضمن عبارات الدعاء والهداية ، وفي احد المرات وبعد فراغه من الصلاة طلبت منه اجراء حوارٍ ثقافي فكري لمجلة الولاية حول الواقع الفكري والثقافي للمجتمع فلبى طلبي ذلك برحابة صدر ، فابتدأته سائلا :

– على من تقع مسؤولية النهوض بواقع المجتمع الفكري والثقافي؟
من الواضح ان الكثير ان لم يكن أغلبهم من الآباء والأمهات غير مؤهلين للنهوض بالمستوى الفكري للأولاد بشكل مباشر لكن لهم دورا كبيرا في حث الأولاد للتواجد في رياض الفكر والثقافة فجزء كبير وأولي يُلقى على الآباء والأمهات وهذا بدوره يتطلب والدين يتحسسان بشكل واسع دورَ النمو الفكري والثقافي في صيانة ورقي أبنائهم حتى يكونوا قرة لأعينهم، وبعد ذلك يأتي دور المؤسسة الأكاديمية لاحتضان الأولاد في الابتدائية وربما قبلها وحتماً بعدها وفي خلال ذلك يكون للمؤسسة الدينية دور مهم أيضاً في استثمار فراغ الأولاد في العطل والمناسبات الدينية ورسم البرامج لذلك.

– ما تقييمكم للواقع العلمي والفكري والثقافي للمؤسسة الدينية والمؤسسة الاكاديمية؟
أرى ان جهود المؤسسات ليست بالمستوى المتناسب مع موجات الغزو الفكري الهائلة والمنظمة التي توجهت بقوة وساعد في تكاثر خطرها عدم أو ضعف تحسس الوالدين بعواقبها الوخيمة، فلابد من الالتفات لخطر هذا الغزو واعداد العدة لمواجهته.

– هل يقتصر دور المؤسسة الدينية على التبليغ في رفع ثقافة المجتمع؟
لابد للمؤسسة الدينية من اعتماد وسائل واساليب متعددة ومبتكرة تناسب التطور الحاصل في العالم والمجتمعات لنكون قادرين على مواجهة الغزاة، فكما اختلفت اساليب غزاة الفكر السلبي فلابد من الاستفادة من كل اسلوب يحفظ او يرتقي بأنفسنا وأبنائنا بان نكون محصنين ومتفوقين.

– ما أبرز المشاريع الثقافية والفكرية الواجب عملها من قبل المؤسسة الدينية والمؤسسة الاكاديمية للنهوض بواقع الانسان الفكري والاخلاقي؟
ارى ضرورة وضع برامجا مناسبة ومركزة من قبل ذوي الاختصاص بما يتناسب مع عمر ونوع المتلقي لزرع الفكر الصحيح بخاصة من خلال البرامج الترفيهية والحوارات الثقافية التي بامكان المشاركين فيها من طرح اي سؤال او اشكالٍ او شبهة ويكون المدير لهذه الملتقيات على قدرٍ كافٍ من فن التعامل والتلقي والإصغاء وتذويب الحواجز، ولابد من استخدام الطريق المباشر وهو الحوار الهادئ والنقاش العلمي الرصين لاسيما مع الشباب في الجامعات.

– ما مدى التعاون بين المؤسسات الاكاديمية والمؤسسات الدينية؟
للأسف التعاون ضعيف لدرجة كبيرة والأسباب للأسف كثيرة، ومعروفة للطرفين ولا احب ذكرها، وارى ان المؤسسة الدينية والمؤسسة الاكاديمية هي عماد المجتمع ولابد من تعاونهما بشكل جدي وفعال من اجل الرقي بهذا المجتمع.

-ما سبب انتشار الكثير من الافكار الدينية المنحرفة والالحادية في المجتمع لاسيما بين الشباب؟
هناك أسباب عديدة، ولكنها أكثرها تأثيراً هو الضعف النفسي والضعف الفكري وفقدان الثقة، بين الموجه والمتلقي ومن المهم الالتفات لهذه النقطة جيدا، وكذلك من الاسباب الخرى هو الانفتاح على الافكار الأخرى بغير انضباط من خلال وسائل التواصل والفضائيات.

-ما هو الحل للوقوف بوجه هذه الانحرافات؟
لابد من دخول اشخاص مؤهلين نفسيا وعلميا في عوالمهم والإصغاء لشبههم والجواب بشكل رصين عليها، بدون تعصب وانفعال واثبات هذه الانحرافات فكريا وعمليا.

-كلمة توجهها للشباب؟
أقول للشباب اتخذوا قرارا حتى تبنى شخصياتكم بتروٍ عال، تعرّفوا على الناجحين بعد معرفة حقيقة النجاح، ووفروا في أنفسكم أسبابها بقوة ولا تستعجلوا كيف ينبغي أن تكون شخصياتكم، فمثلاً من قرر أن يكون مدخننا، ولما عرف بعد ذلك ان قراره كان خاطئاً، هل يستطيع أن يغير حاله بسهولة أو صعوبة ممكن أو غير ممكن هذا مجرد مثال.

نشرت في الولاية العدد 108

مقالات ذات صله