الشاعر الحسيني علي السقاي

أحمد الكعبي

يعد شاعرنا من الشعراء الذين رفدوا الساحة الشعرية بغرر قصائدهم الآخاذة والرائعة بخيالها ودقة تصويرها واتقان معانيها..
رغم قصر المسافة العمرية لعطائه لكن جعل من اسمه من الأرقام التي يشار اليها بالبنان في المهرجانات والمؤتمرات والامسيات الشعرية والادبية على حد سواء..
كان لمجلة الولاية لقاء أدبي وشعري لنطلع على محطاته في رحاب اهل البيت عليهم السلام شعرا وسحرا..
أنه الاستاذ الشاعر الأديب علي السقاي من دولة الكويت فأهلا وسهلا به في الولاية..

كم عمرك الشعري؟
العمر الشعري يقاس بما يقدم الشاعر من بنات افكاره شعرا وجدانيا وعند كل مرحلة يكون لها تاريخها ومعطياتها امام مجتمعه ودينه وائمته وأن لي من العمر 14 عاما من العطاء الشعري الحسيني.

ما هي أعمدة القصيدة المنبرية برأيك؟
من أهم الأعمدة للقصيدة المنبرية التي يعتمد عليها (الفكرة) ومن ثم المستهل الجذّاب، الوضوح، تشخيص المُخاطب والمخاطًب، ووحدة الموضوع، السرد التاريخي والكلمات المناسبة التي هي من التكامل الشعري والحدث التاريخي ودقة التصوير برسم الخيال الشعري للقصيدة وهذه من أهم الاعمدة الشعرية.

أين تجد نفسك في الميدان المنبري أم المنصة؟
في الميدان المنبري فهذا تخصصي وقد تأثرت بهذا الميدان بالشاعر الأستاذ الحاج جابر الكاظمي الذي له الفضل في اعادة احياء القصيدة الحسينية في الثمانينات والتسعينات وكذلك قراءتي المستمرة لدواوينه الصادرة (الدموع الناطقة).

من هم الذين تعتبرهم الاقرب لك شعريا (القديم أم الحديث) ولماذا؟
لكل زمان جمال ورجال واقلام، فمن القديم ما يلامس الروح ومن الجديد ما يفاجئها.

للقصيدة المنبرية مدارس خاصة ومناسك معينة النجفية والكربلائية والمغتربة اين أنت منها؟
استفدت من كل المدارس وكان لها الاثر بكتاباتي ولا يستطيع أي شاعر ان يدعي شاعرا منبريا دون ان يعرف رواد هذه المدارس، ولكن الاثر الاكبر والاعمق في روحي للمدرسة المغتربة ان صح التعبير لأنها صاحبة النقلة النوعية للقصيدة المنبرية في التسعينات بريادة الاستاذ جابر الكاظمي كما اسلفنا.

قصائد عديدة اصبحت انشودة خالدة في الشعر الشعبي العراقي هل تمنيت ان تكون انت من نظمها؟
لم اعش لأبعد من هذا الزمن فلا يمكنني تشخيص ما هو الخالد ولكن من القصائد التي لها اثرها في ذاكرتي (صلى عليك مليك السماء) و(يا يوم اشوف اعتابك) و(ابعث دمعتي الكبرك) و (نار قلب العطشان) وغيرها الكثير.

ماذا تتمنى للأدب الحسيني وما مشاريعك المستقبلية؟
اتمنى للأدب الحسيني – المنبري منه بالخصوص – ان تصان قداسته ولا يكون سلعة رخيصة بأفواه شعراء الغزل فلقلة ثقافتهم المنبرية يتجرؤون بمواضيع تمس حرمة أهل البيت عليهم السلام احيانا واحيانا اخرى يخطئون بالاحداث التاريخية وهذه الأخطاء تبقى موثقة وقد يتأثر بها من لا نصيب له بالقراءة والاطلاع واتمنى للأدب ان يختص كل منا باختصاصه ولا اقصد بذلك ان الامام الحسين عليه السلام حكرا لشعراء المنبر، الخدمة للجميع ولكن يجب حفظ المسميات.
فبتمييع الحدود وادراج اسماء شعراء الوجدان والغزل تحت عنوان (الشاعر الحسيني) أو (خادم المنبر) يجعلنا نتوقع بالمستقبل صعود المغني على منبر الحسين عليه السلام بليالي محرم بحجة ان الامام الحسين عليه السلام للجميع وبعد انتهاء موسم الاحزان يعود الى غنائه وطربه كما يعود شاعر الغزل لغزله ومفاكهته لأمثاله..
اما ما يخص مشاريعي فهي طباعة ديوان شعري وكتاب مؤلف يتكلم عن الادب الحسيني والقصيدة المنبرية وتسجيل وتصوير بعض القصائد الالقائية لشهر شعبان المبارك ولمحرم الحرام ان شاء الله.

أهم مشاركاتك الشعرية؟
من أهم مشاركاتي في مهرجان قوافي الموسم الاول والثاني وكذلك مهرجان (وليالي عشر 1، 2، 3، 4) في الكويت.

قصيدة (يا بو فاضل خليني هاليوم اشوفك) كيف كانت فكرتها وكتابتها من خلال خيالك وتصويرك لوفاة عقيلة بني هاشم عليها السلام في 15 رجب الاصب؟
اتصل بي الاخ باسم الكربلائي قبل ليلة من مجلس وفاة سيدتي زينب عليها السلام وسألني: هل عندك استعداد لنظم قصيدة للوفاة ؟
فأجبته: حاضر والتوفيق من رب العالمين.
فبعث لي اللحن وكتب المستهل ثم تغير اللحن الى ثلاثة الحان الى ان تم اختيار الاخير وتم الاتفاق عليه وكان المستهل نداء سيدتنا زينب عليها السلام تخاطب سيدنا ابا الفضل العباس عليه السلام في يوم دفنها وقد قرأت ونالت استحسان الجمهور لبساطة مفردتها ولكمية احساسها من خلال معانيها.
هل اضفت لمنبر الملا باسم الكربلائي أو العكس؟
بالعكس اضاف لي الكثير الكثير، وان لم اضف له الا القليل لما استمر التعاون لعشر سنوات متتالية.

نشرت في الولاية العدد 114

مقالات ذات صله