احمد الكعبي
صوت يتغلغل الى خلايا الدم تلقائياً، ينحت حروف انشودته الحسينية في صميم الوجدان الحر فتحس بصدى صوته (يا حسين) . إلتزام وعفوية وصدق وأمانة في انطلاقة النفس الحسيني الذي يلازمه في الدرب الحسيني والمسلك الاجتماعي على حدٍ سواء.
كان لمجلة (الولاية) لقاءاً معهُ بعد ان شارك في مجالس العزاء في كربلاء وساهم في إثارة الأشجان الموالية لأهل البيت (عليهم السلام).
من اجل تحطيم البنيان الحسيني المرصوص حاول ازلام النظام السابق استخدام الاساليب القذرة في تفريق الصفوف الشيعية ومن تلك الاساليب الطعن في عربية نسب الملا جليل الكربلائي ماذا تقول في ذلك؟
إن سمعت مثل هذا الاتهام الباطل والواضحة مآربه واتهام العديد من خدمة المنبر الحسيني وما جليل الا فرد من هذا الوجود الكربلائي الممتد في مشارق الارض ومغاربها واقول كربلاء المقدسة مسقط راسي عام 1957م في منطقة باب الخان
وقد درست الابتدائية فيها في مدرسة العلقمي والمتوسطة في المدرسة المركزية ثم هجرت انا وعائلتي الى ايران واكملت الدبلوم في هندسة الطرق والمواصلات وكنت مديراً لأحد دوائرها لمدة 15عاماً بعد ان خيرت نفسي بين منضدة الادارة او المنبر فرجحت كفة المنبر الحسيني على وجود الملا جليل.
لقد قضيت ما يقارب العقدين من عمرك في كربلاء فهل يعني ان البداية والمنبر في كربلاء المقدسة؟
يرتبط والدي المرحوم الحاج( ابراهيم الخباز) بصداقة حميمة مع الملا حمزه الزغير رحمه الله وكنت أرافق والدي لحضور المجالس التي ينشد فيها الزغير (رح) فحفظت الكثير من القصائد الحسينية واذكر منها (يبن أمي عالتربان عفتك رمية) و(يا محلى الوداع بها المسية) وكنت ارددها لا ارادياً ولما سمع المرحوم حمزه الزغير صوتي وانا في الثالثة عشر من عمري التفت الى والدي قائلاً (اعتني بجليل) وسألني ان كنت احس عند القراءة بألم في رأسي فأجبته بالإيجاب فقال لوالدي: هذا يصبح رادوداً ولا اعلم ان كان الملا حمزه الزغير مازحاً ام يقصد ما يقول وهو أول من اكتشف موهبته.
متى كان البداية في القراءة من على المنبر الحسيني؟
في عام 1971 بالتحديد في حسينية (حجية صفية) الكائنة في كربلاء المقدسة وهو العام الذي هُجِّرنا فيه واستقر المقام بنا في مدينة اصفهان الايرانية.
على من تتلمذتم ومن كان وراء نجاحكم الانشادي؟
لم يكن في ايران استاذ يعلمني الا الملا حمزه الزغير(رح) الذي تتلمذتُ على الاشرطة المسجلّة لهُ إذ كنت كثير السماع لهُ والحفظ لقصائده ف(الكاسيت) كان هو المدرسة المتنقلة التي تخرجت منها واستفدنا من تجارب الأعلام أمثال الدكتور الاستاذ عباس الترجمان والملا تقي الكربلائي وغيرهم في ايران.
يلاحظ في انشادك القصائد القريض الضعف الواضح في الحركات الاعرابية ما سبب ذلك؟
لم اقرأ النحو بالصورة التي استطيع الاتكال على نفسي في تقييم الحركات الإعرابية لموقع الكلمة واحاول جهد امكاني التمسك في حركات الكلمة الموجودة في القصيدة الفصيحة اضافة الى ذلك اختلاف الشعراء والادباء في الاهتمام بالحركات الاعرابية واهميتها ومن ابرز الادباء الذين تعاملت معهم الحجة الشيخ عبد الستار الكاظمي والدكتور عادل الكاظمي والحاج مهدي جناح الكاظمي وغيرهم..
شكلّت ثنائياً مع الملا باسم الكربلائي في العديد من المجالس ما الاهداف المرجوة من ذلك؟
جذب الجمهور الحسيني التجديد في طريقة المنبر والقراءة وكانت سابقة في ايران والخليج وكذلك قدمنا عدة اعمال في الاستوديو ونالت استحسان الجمهور ومحبي اهل البيت (عليهم السلام) في العالم .
اين وجدتم مأساة كربلاء والامام الحسين عليه السلام من خلال قراءتكم في العالم الاسلامي والاوربي؟
وجدتها بدون اي تلكؤ أو تملق في وطني العراق العزيز وخصوصاً في كربلاء نفسها لأنني عندما اقرأ فيها أجد الحزن الحقيقي واللوعة والألم من قبل أتباع ومحبي أهل البيت عليهم السلام ونحن نعلم ان لكربلاء منزلة عظيمة منذ شهادة الإمام الحسين عليه السلام والى يومنا هذا .
ما القصيد التي يرددها لسان الملا جليل الكربلائي في خلواته مناجاة لأهل البيت عليهم السلام؟
نعم لي علاقة وارتباط مع سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام وكثيراً ما أردد قصيدة خالدة للشاعر الكبير المرحوم الشيخ هادي القصاب النجفي المتوفي سنة 1980م.
ماذيهــــــــــا ماذيها ياهظم ماذيها
بنت النبي المختار ماتت يحامي الجار
ياهظم ماذيها
التسجيلات الصوتية في الاستوديو ماذا تعني لكم؟
إنها جزء مهم في جذب الشباب من التيارات الشيطانية واصبحت البديل الحقيقي والصحيح عن شريط الاغاني لكثير من الشباب في السيارة في البيت في المؤسسة فهذا يعني ان الكاسيت او القصيدة اصبحت طريق هداية والتزام كما ان هناك اطواراً والحان لقصائد لا يمكن ان نعطيها حقها الا في الاستوديو الذي انتشر جمهوره في الخليج والشام والعراق وايران واوربا ومن خلال هذا العمل نريد ايصال صوت الحسين (عليه السلام)
ما اهم توجيهاتكم ونصائحكم للناشئة من طلائع المنبر الحسيني؟
اولا من خلال تجربتي المنبرية التي تمتد الى اكثر من اربعين عاما انا بحاجة الى من يوجهني وينصحني لخدمة سادتي وموالي اهل البيت عليهم السلام ولكن اود ان اوضح امور عدة منها الالتزام الاخلاقي والتربوي للمنشد والاهتمام بالمظهر المناسب له وهو بين مجتمعه المسلم للحفاظ على الموروث الحسيني لرواد المنبر رحمهم الله والقراءة بصدق وتفاني من اجل توصيل ما يريده من بث المشاعر والاحاسيس .وختاما اتمنى ان تسود المحبة والاخوة بين خدام المنبر الحسيني وهو الهدف الاسمى .
نشرت في الولاية العدد 116