هل تستطيع المرأة التفرد بتربية أبنائها؟

رملة الخزاعي

ان مهمة التربية مهمة مشتركة بين الابوين فهي عملية تكاملية بين الام والاب فلكل واحد منهم له دوره الخاص، لهذا نجد الابناء الذين تربوا في كنف الابوين يختلفون عمن تربى في ظل والدته فقط فهناك سلبيات تظهر ولو بعد حين ولكن في بعض الاحيان نجد بعض الابناء ممن ربتهم امهاتهم هم افضل ممن تربى في ظل ابويه، فهل انعدام دور احد الابوين في التربية لظروف معينة يؤثر في تنشئة الابناء؟ ولأهمية هذا الموضوع استطلعنا جملة من الآراء والتجارب لنقف على سلبيات وايجابيات تفرد المرأة بالتربية دون الرجل..

بدأنا حديثنا مع التربوية منيرة معلة إذ قالت: ان التربية من الامور المهمة كونها عملية اخراج انتاج وتكوين شخصية لتكون جزءً من المجتمع فاذا كانت التربية ناقصة او بنيت على اساس خطأ سنخرج اداة هدم للمجتمع، صحيح للام دور كبير في عملية التربية لكن هناك دور اكبر للاب ومن التجارب اليومية الحية نلاحظ ان من تربى تحت رعاية ابويه يكون اقل سلبيات ممن ربته امرأة كون المرأة تغفل عن كثير من الجوانب التربوية التي لا يستطيع تنفيذها الا الاب.
وافقتها في الراي السيدة رقية حسين بقولها: تعاني الكثير من النساء الارامل من تربية ابنائها كون الابن والبنت يحسب حساب لأبيه وبخاصة في فترة المراهقة لا تستطيع الام ان تتحكم بسلوكيات ابنائها وبخاصة الذكور كون جانب المراقبة احد الاساليب التربوية فكيف تستطيع المراة ان تكمل كل الجوانب التربوية فعلى سبيل المثال الام لا تستطيع ان تراقب تصرفات ابنها خارج البيت او معرفة من أصدقائه وماهي سلوكياتهم وهكذا اذن التربية تكون ناقصة دون وجود رجل.
وأضافت المدرسة ماجدة الكناني: مهما بذلت المراة من جهد في تربية ابنائها تبقى محتاجة لرجل الى جانبها لان الاب له دور لا يمكن للمراة ان تسده وكثير من الحالات التي نراها من الشباب المنحرف بسبب عدم وجود اب اما لوفاته او لهجر زوجته وابنائه فعلى الرجل ان يعي دوره التربوي الى جانب المرأة وان لا يعتمد عليها في كل شيء كون المرأة تحتاج الى من يكملها.
تخالفهم في الراي الحاجة فردوس بالقول: توفي زوجي في صباي وترك لي ثلاثة ابناء اكبرهم 12 عاماً وتوليت تربيتهم وبتوفيق من الله نجحت في تربيتهم وهم الان خريجون وتوظفوا وتزوجوا والكل يقسم بحسن تربيتهم واخلاقهم فلم يكن غياب زوجي سببا في فشل تربيتي بل يشهد العدو والصديق بحسن سيرتهم وسلوكهم وتفوقهم العلمي.
وتشاطرها بالرأي السيدة زينب قرغولي فتقول: كثير ممن هم في كنف والديهم فاشلين او منحرفين او تعاني أسرهم منهم ليس فقط من تربيه امرأة بمفردها والفشل في جانب التربية لا يتوقف على وجود الرجل بل الى ذكاء المربي وخبرته وحكمته.
سهاد زيني ترى ان الام قادرة على التربية وتخطي مصاعبها ولا يتوقف النجاح على وجود الزوج هناك حالات كثيرة في مجتمعنا تثبت ان المرأة قادرة على التربية السليمة دون وجود رجل الى جانبها ولكن يبقى الابناء لديهم شعور بالنقص لعدم وجود اب الى جانبهم وهذا لا علاقة له بنجاح المرأة في التربية او فشلها بل هو جانب نفسي يحتاجه الابناء.
وترى زهراء المبرقع: ان المرأة مهما كانت شخصيتها قوية ولها مكانة علمية وعلى معرفة او دراية لا تستطيع ان تأخذ دور الاب كون الله تعالى وزع الادوار حسب قابليات الرجل والمرأة وحسب استعدادهم الفطري فيبقى الابن محتاج لأبيه مهما بذلت المرأة من جهود وينعكس هذا الامر على نفسيته وبالتالي على سلوكه.
دراسات تربوية:
تشير الدراسات والكتب التربوية الى ان عملية التربية عملية مشتركة بين الاب والام ولا يمكن لاحدهم ان يتفرد بتربية ابنائه دون الاخر، فكما ان الرجل لا يمكن ان يربي ابنائه بمفرده كذلك المرأة لا يمكن ان تتفرد بتربية ابنائها وهذا الامر ليس نقصا بل ان الله جعل كل من المرأة والرجل مكملان لبعضهما في كل ادوارهما في الحياة ليس فقط في الجانب التربوي بل في كل محطات الحياة كما للرجل دور يناط به مراعاة لفطرته وطبيعة تكوينه هكذا المرأة تناط بها اموراً تراعي بها طبيعة تكوينها واستعداداها النفسي، وقضية التربية تحتاج الى امر غيبي وهو التسديد الالهي والتوفيق فكثير من الامهات والاباء الصالحون الذين بذلوا جهودا مكثفة لإخراج ابناء صالحين لم يوفقوا وعلى عكسهم نجد اناس بسطاء مفاهيمهم سطحية استطاعوا ان يوصلوا ابناءهم الى مدارج الكمال، السعي في التعرف عن الطرق التربوية الناجحة مهم وبقدر اهميته تأتي اهمية الدعاء للأبناء..

نشرت في الولاية العدد 118

مقالات ذات صله