حاوره هاشم الباججي
يسعى قسم الاعلام في العتبة العلوية المقدسة الى التواصل الاعلامي والثقافي مع المؤسسات الثقافية والدينية والاكاديمية في المحافظات العراقية وبيان دورها في خدمة المجتمع ، وفي محافظة البصرة الفيحاء كان لنا هذا اللقاء ..
نبدأ حديثنا عن البصرة فكيف تصفها ؟
مدينة البصرة مدينة النخيل والخليل وهي ملتقى دجلة والفرات ، مدينة طيبة باهلها وارضها ومائها ومعالمها ، وهي مدينة الولاء العلوي ، فأغلب سكانها من الموالين لاهل البيت عليهم السلام فنسبتهم 85 % ، والبصرة من المدن الكبيرة في العراق وعدد سكانها ما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف وفيها ستة اقضية كبيرة ، بالإضافة الى ذلك كله فهي ثغر العراق ومنفذه البحري الوحيد ومصدر ثرواته.
تعد البصرة من الحواضر الاسلامية فما أبرز معالمها الدينية والتاريخية؟
تمتاز البصرة بالمعالم الاثرية والدينية ،فهي مدينة العلم والمعرفة وثاني امصار العراق بعد الكوفة ، وفيها الكثير من الاثار الاسلامية كمسجد البصرة الذي هو ثالث مسجد في الاسلام ، صلى فيه الامام امير المؤمنين عليه السلام عام 36 للهجرة انطلق منه دعاء كميل بن زياد حينما املاه الامام امير المؤمنين عليه السلام عليه فكتبه، وفيها قبور الصحابة والتابعين كانس بن مالك والحسن البصري وابن سيرين عتبة بن غزوان وغيرهم فهي تضم واحدة من المقابر الكبيرة في العراق وهي مقبرة الحسن البصري ، علاوة على ذلك فالبصرة تضم العديد من المقامات والمزارات منها مرقد الصحابي الجليل زيد بن صوحان العبدي حامل راية امير المؤمنين في معركة الجمل ، وكذلك شهيد الجمل عبد الله بن عقيل بن ابي طالب، وتضم ايضا مزار السيد حسن الجبيلي الذي جاء من مدينة الاحساء وقطن البصرة وتعلم فيها وكان عالما جليلا كبيرا وكان له درس علمي، ومزار علي بن يقطين صاحب الامام الكاظم عليه السلام ، ومزار عبد الله بن علي الذي يمتد نسبه الى الامام الهادي عليه السلام، بالإضافة الى مشهد واقعة الجمل وغيرها من المواقع الاثرية ،والبصرة مدينة العلم فهي مدينة الخليل بن احمد الفراهيدي وابي الاسود الدؤولي ، والمدارس النحوية انطلقت من البصرة ، واليوم تضم البصرة جامعة البصرة وعددا من المعاهد العلمية والدروس الحوزوية التي تقام في المساجد
ما دور مديرية المزارات الشيعية في البصرة في تطوير هذه المزارات؟
نقوم اليوم بنهضة عمرانية وفكرية واسعة في هذه المدينة المعطاء على المستويات كافة، ورعاية هذه المعالم والمزارات المسجلة لدينا ، وهناك مزارات غير مسجلة في المديرية ، لذا شكل قسم الشؤون الفكرية والثقافية في الامانة العامة للمزارات الشيعية لجنة للتحقيق في هذه الأماكن بغية التأكد من اثباتها تاريخيا ومن ثم ادراجها في مديرية المزارات الشيعية في البصرة ، وكذلك نعمل من اجل الوصول الى الغاية القصوى في خدمة المجتمع و رفع المستوى الثقافي والديني فيه من خلال اقامة المحاضرات والمعارض والندوات وتوزيع الكراسات وغيرها من الاعمال التبليغية والارشادية .
تظهر في البصرة بين الحين والاخر بعض الحركات المنحرفة ، برأيكم ما سبب ذلك ؟
تنتشر هذه الحركات المنحرفة والافكار الضالة من اللاوعي ومن الجهل وبين اناس ليس لهم رصيد معرفي وعلمي فيستغلون البسطاء والجهلاء لنشر هذه الافكار وغالبا ما تنتشر هذه الافكار والحركات في الارياف والقرى ، واينما وجد الجهل وجدت هذه الحركات ، ونلاحظ العكس في شبابنا المثقف في البصرة فهم يرفضون هذه الحركات الضالة بل يعملون على كشف ضلالها وبعدها عن جادة الصواب ، فالشباب البصريون اكثرهم يحملون عقائد ايمانية راسخة ، وهذا واضح من مشاركتهم في المناسبات الدينية والعقائدية .
برأيكم هل اثرت تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات على المجتمع سيما الشباب ؟
بالتاكيد لتطور الاتصالات والمواقع اثر كبير على الحياة الاجتماعية بصورة خاصة وهي سلاح ذو حدين، ولكن يجب على الدولة متمثلة بوزارة الاتصالات حجب بعض المواقع الفاسدة لاسيما الاباحية وان تكون شبكة الانترنت تحت الرقابة الثقافية والفكرية كما في الدول المجاورة ، لأنها تؤثر على الاسرة والمجتمع وسبب كبير في ضياع بعض الشباب ، وكذلك تقع المسؤولية على المؤسسات الدينية والثقافية والاهتمام بالثقافة الدينية والعلمية واسلوب الطرح للمواضيع الحساسة ،وكذلك من خلال عقد الندوات والمؤتمرات العلمية والفكرية ، فبالعلم يطاع الله ويعبد وبه عرف ويوحد ، ليتعرف المجتمع سيما الشباب على امور دينه وبناء مجتمعه.
ما أبرز أعمالكم كمؤسسة دينية في هذا المجال ؟
بعد سقوط النظام البائد بدأنا بحركة ثقافية كبيرة ، وكان باكورة اعمالنا اقامة معرض الكتاب الدولي الاول وتوسع هذا المعرض فأصبح كرنفالا ثقافيا سنويا وهو اليوم بدورته السابعة ، وكذلك عملنا على اقامة المؤتمرات الدولية والندوات والمحاضرات في الجامعات والمزارات ، ولدينا اصدارات متنوعة كبعض الكراسات والفولدرات للتعريف بالمزارات والامور التبليغية ، ونعمل في مديرية المزارات على توفير الخدمات للزائرين المادية والمعنوية من خلال اقامة المحافل القرانية والمجالس والمسابقات الدينية والامانة العامة للمزارات تصدر مجلة شهرية ثقافية بعنوان المزارات
برأيكم كيف ننمي ثقافة القراءة في المجتمع وعند الشباب خاصة ؟
لابد من الكتاب فهو غذاء الروح ، فيجب على الشباب التسلح بالعلم والمعرفة ليكون قادرا على الوقوف بوجه الافكار المنحرفة ،وان يعرف عقيدته الحقة ،وانصح جميع الشباب بالتعلم والسير في هذا الطريق النافع للدنيا والدين ، وليتعلم الحلال والحرام حتى يتجنب الوقوع بالمحذور ، ويكون متسلحا بالعلم دائما ، من خلال انشاء مكتبة صغيرة في البيت تكبر شيئا فشيئا ، وانا اراها من الضروريات داخل كل بيت ، ولي تجربة في هذا المجال فبدأت بانشاء مكتبة صغيرة واليوم تربو على ستة الاف كتاب فيها ما احتاج من العلوم والفنون .
ما مدى تعاونكم مع العتبات المقدسة ؟
هناك تواصل وتعاون كبير مع العتبات المقدسة ولاسيما العتبة العلوية وهناك تنسيق اعلامي وثقافي ، فاعلام العتبة العلوية وبالرغم من بعد المسافة بين النجف والبصرة الا انهم يتواصلون معنا شهريا وايصال مطبوعاتهم الى المديرية لنقوم بتوزيعها على المزارات المختلفة في البصرة من اجل خدمة الزائرين ،وكذلك نسعى لتفعيل دور السياحة الدينية في العراق من خلال التعاون مع العتبات والمزارات.
وفي الختام لا يسعني الا الشكر الجزيل لإعلام العتبة العلوية المقدسة على جهودها الكبيرة في دعم مديرية المزارات في البصرة ونتمنى المزيد من هذا الدعم والتواصل .
نشرت في الولاية العدد 104