أحمد الكعبي
شخصية منبرية، تعمّم فأرتقى المنبر خطيباً في وقت وجيز، ثم اعتزل الخطابة ليهيم في انشاد القصيدة الحسينية المعبرة كمنشد لامع … وصوت جهوري شجي، يتحدث باخلاص لأهل البيت(عليهم السلام). ولد في النجف الاشرف عام 1951م هاجر الى الجمهورية الاسلامية 1970م ليستقر به المقام في مدينة (قم المقدسة) ليكون صوتاً حسينيا مادحاً وصادحاً بحب ولاء آل البيت عليهم السلام جميعاً. وفي هذا العدد من مجلة الولاية نتصفح تاريخ هذه الشخصية من خلال لقائنا به..
بطاقتك الشخصية ؟
عبد الامير بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن الشيخ رستم الحامدي ولدت وترعرعت ونشأت في ربوع النجف الاشرف ومحيطها العلمي والادبي والحسيني فكان لهذا التأثير الواضح على شخصيتي وكانت بداياتي وانا صبي محاولة تقليد الأفذاذ من رواد المنبر الحسيني آنذاك واخص بالذكر المرحوم عبد الرضا الرادود والحاج عباس الترجمان وسيد كاظم القابجي ….وغيرهم .
تزوجت في مدينة قم المقدسة ورزقني الله ستة ابناء ومنهم(الملا مهدي قارئ باللغة الفارسية) و(عبد العظيم رادود وله جمهوره في ايران) – وين بنعش ابونه تريد بيه ريض يشياله.
كيف كانت البداية والخطوات الاولى مع شرف الانتماء للمنبر الحسيني؟
كما اسلفنا البداية كانت في مدينتي النجف الاشرف حيث انها منهل لكل الخطباء الاكفاء كالوائلي وسيد جواد شبر واليعقوبي والقسام والدجيلي(رحمهم الله ) ومنابر القابجي وفاضل الرادود والترجمان والطيار والرميثي والنويني فكان لهذه المنابر العظيمة التأثير المباشر على صقل موهبتي وقابليتي الانشادية ولكن لم يكن الظرف مناسبا لإظهار هذه الموهبة الى ان شاء الله في عام 1981م وتحديداً في شهر رمضان المبارك مناسبة شهادة امير المؤمنين عليه السلام قرأت من على منبر موكب النجف الاشرف (مسجد الرضا) في قم المقدسة وكانت القصيدة للمرحوم السيد عبد الحسين الشرع (رحمه الله ).
ماذا عن لقائكم بالشاعر الحسيني السيد سعيد الصافي؟
بعد قراءتي بمناسبة شهادة مولانا امير المؤمنين عليه السلام اصبحت رادود الموكب المذكور انفاً فكان تعاملي الاول مع الشاعر الدكتور حسين جوبين شاعر نجفي مهجر وهو من الادباء المعروفين واستقر في الاهواز، ثم تعاملت مع الاستاذ الدكتور الحاج عباس الترجمان ومن قصائده القيمة التي اشتهرت انذاك (بسمك تلج الشيعة) ثم تعاملت مع الشاعر القدير سيد سعيد الصافي في عام 1986م بعد خروجه من سجنه والافراج هنه ابان الحرب العراقية الايرانية فالحق يقال الصافي يتميز بسباكة القصيدة ودقة التصوير والخيال الواسع وهو شاعر فطري متمرس فهو يحمل اللهجة الفراتية الاصيلة التي سخرها في قصائده الرائعة التي اغلب الجمهور يحفظها ويرددها الى الان
كيف استطاع الحاج ابي بشير ان يعبر بصوته ومشاركاته الى اوربا؟
وجهت لي دعوات عديدة وكثيرة ولكن ارتباطي في مدينة قم المقدسة والتزامي مع الجمهور الحسيني كان يحول دون ذلك، ولكن بعد التفكر بامعان لمنابر اوربا والانفتاح الاسلامي والحسيني بين المسلمين الموجودين هناك لبيت دعوة الاخوة الاكارم في اوربا وكانت المحطة الاولى بريطانيا(لندن) فقرأت هناك وكان الاشتياق والحنين الى زيارة ائمة الهدى عليهم السلام لا يوصف واقعاً فتأثرت بهذا التفاعل الحسيني والتقينا بأصحاب العلم والفضيلة والسماحة والادباء والشعراء وتعاملنا معهم وتشرفنا بخدمتهم ثم توجهنا الى السويد وهولندا واستراليا والدنمارك…
وكذلك قرأت في المدينة المنورة (بقيع الفرقدين) وفي لبنان وسوريا والبحرين والامارات (الشارقة).
كيف كان رجوعكم الى البلد وما مشاعركم؟
شعوري لا يوصف وكأني في حلم ان اعود الى عراق المقدسات الذي ابكاني دماً وحسرة والدليل قصائدنا التي كانت تأتيكم ممزوجة بالدمعة والحسرة والشوق الى النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المشرفة والقراءة في اضرحتهم عليهم السلام
كيف تقيم تعاملكم مع الشعراء والادباء بعد رجوعكم الى العراق؟
في ايران المهجر كانت الساحة الحسينية ليست غنية بالشعراء والادباء الا القليل منهم وقد تعاملنا معهم كالاستاذ جابر الكاظمي وسيد سعد الذبحاوي والشهيد ابي امل الربيعي وابي يقين البصري والمرحوم مهدي اخوان وسيد أحمد الياسري وأحمد اللامي.. وبعد الرجوع الى العراق والتنقل في محافظاته العزيزة واللقاء بالشعراء كان التنوع الجيد والخيال الواسع والثقافة المختلفة مما جعلت مني ان اتعامل معهم والتفاعل مع قصائدهم الرائعة والناجحة .
هل يرى ابي بشير نفسهُ مطوقاً بأطوار معينة تسيدها ؟ واين انت من التسجيل في الاستوديو؟
ان الهدف من انشاد القصيدة على المنبر .. اعتبار الانشاد أفضل الوسائل الاعلامية الهامة في توصيل وتوضيح القضية الحسينية وآثارها والهدف الذي قضى من اجله امامنا الحسين عليه السلام وتعلمون ان الامام الحسين عليه السلام عبرة وعبرة لجميع المسلمين وللقصيدة الحسينة المنبرية اهمية كبرى في ايصال المعلومة الدينية الحسينية الخالصة وما يساعد على نقل الظلامة التي قالها مُهر الحسين عليه السلام عند رجوعه الى عيال الامام عليه السلام ونقلها امامنا الباقر عليه السلام فعلينا اختيار النص الشعري الجيد والحزين الذي يدخل المشاعر والاحاسيس لدى الجمهور .
واما التسجيل في الاستوديو لا ينقل الروح والاحساس الذي يريده المتلقي ولكن كان لي تجارب في هذا الصدد فقد سجلت اكثر من عمل مع الحاج الملا جليل الكربلائي والحاج يحيى شداد من الكويت وارجو ان ينال استحسان المؤمنين.
هل لديكم وصية او توجيه الى المنشدين؟
واقعاً انا اقل من يوجه نصيحة ولكن أوصي نفسي واوصيهم بالتمسك بخدمة الامام الحسين عليه السلام وان يخدموه عن معرفة ويقين لا عن شهرة وصيت لان هذا زائل ولكن الباقي الاخلاص بالخدمة ولنا عبرة في العديد من خدمة سيد الشهداء عليه السلام منهم المرحوم (الملا عبد المحمد النجفي) وكذلك اوصيهم باختيار القصائد المناسبة واللحن الحزين المقبول لدى الحسين عليه السلام.
نشرت في الولاية العدد 112