أحمد الكعبي
عند اللقاء برجل له شهرة عربية عالمية يبقى امام (الولاية) تقديم هويته اي بما يعرف المتلقي فضيفنا ينحدر من عائلة صغيرة في قرية صغيرة تسمى (الدراز) وهي قرية تقع في مملكة البحرين لها اصل تاريخي علمائي واسع ومن ابرز علمائها الشيخ يوسف البحراني الذي اطل على كربلاء المقدسة واقام فيها
والأكرف، لغةً: هي نقص او زيادة في الخلق فبعض الاحيان ترى من لديه اصبع زائد او ما شابه ذلك يسمى الأكرف ويبدو ان احد اجداد ضيفنا الكريم كان يعاني من هذه العاهة التي اصبحت لقبا لاسرته الكريمة.
وضيفنا هو ابن الشاعر الحسيني والمنشد المعروف الحاج احمد الأكرف مازال ينظم الشعر الشعبي ـ الدارج ـ وله ديوان (صدى الاحزان في رثاء سادة الزمان) .
مجلة (الولاية) زارت الرادود الحسيني الكبير سماحة الشيخ حسين الأكرف في محل اقامته في النجف الاشرف فكان معه هذا اللقاء..
كونك رجلا حوزويا وصاحب فضيلة وعلم في مملكة البحرين والخليج العربي، كيف تستطيع موازنة العملين رغم اختلاف مهامهما.. فالمساحة واسعة بين صرامة العلم وشفافية الانشاد، وانت الان يعدُّ سفير الانشاد في العالم الاسلامي؟
ان كثرة الاطلال على العالم الشيعي من خلال الفضائيات واهتمامي بما اقدمه طموحا للتميز جعلني قريبا الى الناس فصار حلمي ان اكون سفيرا للمنبر الحسيني والانشاد للعالم اجمع فالذي اعرفه ان طلب العلم من الامور العقلية وهو شيء اشبه بالجاف وهو بحاجة الى الكثير من اللين واللطف كمسألة العلاقة بين العقل والروح فلا قيمة لعقل بلا روح ولا روح بلا عقل واعتقد ان روح مسالة طلب العلم هي خدمة اهل البيت (عليهم السلام) واثر هذه الخدمة المباركة على نضوج الرؤيا العلمية اثر تكويني واضح واجد له اثرا نفسيا فعندما اكون مرتبطا باهل البيت عليهم السلام، وهم بطبيعة الحال مصدر هذه العلوم والمعارف اجد هناك لطفا وتسهيلا وهذا الارتباط بالإمام الحسين (عليه السلام) وخدمته المنبر المبارك، وسوف ابقى في طلب العلم وخدمة وتعظيم الشعائر الحسينية ببركة ودعائهم المؤمنين في انحاء العالم الاسلامي
أثار الاعلام العربي أو الاسلامي الشيعي على سبيل الخصوص مسالة نزع العمامة من قبل الشيخ الأكرف وصار التساؤل جديا لماذا لا يرتديها؟
بدات بارتداء العمامة عام 1989م وذلك بعد عام من دراستي في النجف الاشرف وحوزتها المباركة وقد عممني المرجع الديني اية الله العظمى السيد عبد الاعلى السبزواري (قدس) وكنت ملتزما في سنوات الهجرة بالنجف الأشرف ومن بعدها في مدينة قم المقدسة في ايران ومن بعد ذهابي الى مملكة البحرين وكانت هناك ظروف سياسية عام 1995م منعتني من لبس العمامة لخلق المجال الاوسع في الحركة فالعمة تفرض اشياء كثيرة ومنها ان المجتمع له عرف خاص بالتعامل مع طلبة العلم والحوزة العلمية ففضلت الحفاظ على القدسية الخاصة بالعمة كوني اقوم بشيء يخالف العرف الاجتماعي المختص بها، فنزعت العمامة ولكي استطيع ان امارس مجالا اكبر في عملي العلمي والأدبي والمنبري.
ما نعرفه ان الاعلام في البحرين ليس له دور فعال في تسليط الضوء على المنبر الحسيني في مختلف الأصعدة لكن الملاحظ ان الشيخ الأكرف استطاع من خلال جولاته كسر الحاجز وتفعيل الدور الاعلامي، فهل المطلوب فعلا السفر الى خارج البحرين لأخذ قسط الشهرة للمنشد البحريني؟
كان الاعلام البحريني يعتني بالشعراء والرواديد والخطباء والأدباء ويثبت لنا فعاليات المنبر الحسيني والمواكب المعزية والمأتم في البحرين بعد أعوام توقف هذا النشاط ولم يبث منذ ذلك الوقت اي شيء يذكر ونحن لا نعتمد على الإعلام في البحرين الذي هو ليس مكترث بنا أبدا، ولا يسعى احد لكي يقدمنا كفنانين اسلاميين نحمل مظلومية أهل البيت (عليهم السلام ).
اما بالنسبة لشهرتي دون غيري من رودايد البحرين فانا أقل وأصغر شخص فيهم ولكن المنشد والرادود الحسيني يتوقف على النية الخالصة والاجتهاد لتقديم الافضل لخدمة سيد الشهداء( عليه السلام). ومواكبة الحدث الهام في أنحاء العالم الاسلامي، كما حصل في بلدي الاخر العراق فتوى المرجعية الرشيدة ضد داعش الارهابي وكيفية الجهاد ضدهم من قبل العراقيين الأماجد، كما حدث قضية السيدة زينب عليها السلام من قبل النواصب وتهديم قبرها كما قالوا في خطاباتهم جميع الاحداث تعرضنا لها من خلال المنبر والقصائد وحث المجاهدين وتقوية عزيمتهم بأقلام الشعراء الكبار.
مع اي الشعراء تعاملت خلال هذه الفترة الزمنية؟
تعاملت مع العديد من شعراء المنبر الحسيني ولكن ابرزهم الفاضل عبد الله القرمزي والاستاذ نادر التتان والحاج مهدي جناح الكاظمي ومحمد مقيمي و سيد كريم العرداوي وصفاء الدفاعي وايهاب المالكي وغيرهم.
ابرز اعمالكم في النشاطات الحسينية في البحرين؟
اسست في مطلع التسعينات من القرن المنصرم معالم المدرسة البحرينية في المواكب والمجالس الحسينية على مستوى اللطميات وهي ما يعرف اليوم (تعدد الالحان والايقاعات) التي اكتسبت الشعبية ونالت الاستحسان.
للاطروحات المنبرية شواهد شعرية فهل لديكم من تلك الشواهد؟
بحمد الله تعالى لدينا من تلك الشواهد في ديوان شعر اسميته (خفقان) واخر اسميته (قلب على ورق) لم يطبعا لحد الان.
وفي الختام نتقدم بالشكر والتقدير لاتاحة هذا اللقاء بكم وانتم في رحاب امير المؤمنين (عليه السلام) راجيا لكم قبول الاعمال والزيارة عند سيد الاوصياء عليه السلام.
نشرت في الولاية العدد 115