حاوره: خضر الهاروني
لعمارة العتبات المقدسة منطلقات إنسانية وعقائدية عديدة، ترتبط ارتباطا وثيقا بعنوان إحياء شعائر الله سبحانه وتعالى.
لذا فان الاهتمام بعمارة مرقد امير المؤمنين(عليه السلام) يعد من الأولويات التي رسمتها الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة، فهذا الاهتمام لا يرتبط بمجرد الشكل والمنظر فحسب، وإنما يتجاوزه الى عمق المضمون والفائدة الروحية.
وفي هذا الصدد كان لمجلة الولاية لقاء مع المهندس عبد الصاحب خوام عضو مجلس ادارة العتبة العلوية المقدسة لتسليط الضوء على جانب من هذا الموضوع ومواضيع اخرى ذات صلة، فكان هذا الحوار.
ما الأولويات التي وضعتموها لتطوير قسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة المقدسة مع ما يتناسب والتطوير العمراني الذي تشهده دول العالم؟
بناء الكوادر الهندسية من خلال تعزيز القسم الهندسي بالمهندسين، وكذلك الكوادر الوسطية من فنيين وغيرهم ليتناسب عددهم مع حجم المشاريع الكبير والمتزايد في العتبة العلوية المقدسة، كذلك ادخال قدر كبير من الكوادر الهندسية في دورات تطويرية وبمواضيع مختلفة ذات علاقة بالعمل الإنشائي داخل العراق وخارجه .
الطابع الإسلامي للإعمار له مكانة خاصة عند المسلمين، كيف توظفون العلم الهندسي المتطور لمشاريع العتبة العلوية المقدسة المستقبلية؟
بالتأكيد العمارة الاسلامية – والعمارة النجفية بصورة خاصة- هي من اهم ما ينظر اليه في مشاريع العتبة العلوية المقدسة، وستكون ان شاء الله تعالى هي الميزة الاساسية لجميع المنشآت التابعة لها، مع الاخذ بنظر الاعتبار الاحتياجات المتعلقة بوظيفة هذه المنشآت كافة، وما تتطلبه من تقنيات حديثة تحتاجها تلك المنشآت.
المدارس والمساجد التراثية الموجودة في المدينة القديمة والمحيطة بالحرم المقدس، كيف تتعاملون معها عند انجاز مشروع توسعة العتبة العلوية المقدسة؟
ليست المساجد والمدارس التراثية فقط، وانما كامل النسيج الشرقي للمدينة القديمة سوف يتم التعامل معه بشكل احترافي عالٍ، اذ ان المنطقة المشمولة بالتوسعة تبلغ (90مترا) حول الصحن الحيدري الشريف، وهذه ستدخل لتكون مضافة الى الصحن الشريف وملحقاته، كذلك جهة الغرب التي ينفذ فيها صحن فاطمة الزهراء(عليها السلام).
وما سيدخل من مدارس ومساجد ضمن هذه المساحة ستتم المحافظة عليه وتبقى له خصوصيته، كذلك المنطقة الممتدة من الشارع المحيط إلى الشارع الحولي – أي منطقة السفح وحدود المغتسل القديم (بير عليوي) إلى جبل الحويش، كل هذه المنطقة في طور التصحيح الآن إذ ستنفذ فيها مشاريع العتبة المقدسة الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية ومرافق خدمة الزائرين، إذ تعد منطقة واسعة المساحة وستكون بإذن الله منطقة غنية بتفاصيل العمارة النجفية الإسلامية، وبفعاليتها الحيوية ستصبح منطقة تضج بالنور والحياة، فهي كما ترون منطقة – بل مدينة- علمية ثقافية تبدأ من الشارع الحولي غربا وصولا إلى منطقة الحرم الشريف وما يحيط به، نسأله عز وجل أن يوفقنا لننال شرف الشروع بتنفيذ ذلك قريبا.
أما المدينة القديمة فهي – كما ذكرت- خارج صلاحيات إدارة العتبة المقدسة، ولكننا سنعمد مع ذلك الى تأهيل وترميم عدد من الدور التي استملكتها أمانة العتبة العلوية المقدسة وخصوصا تلك التي لها تاريخ خاص، كبيوت العلماء والأدباء، إذ سنقوم بترميمها لنحافظ عليها وتكون مكانا خاصا ببعض الدوائر والأقسام التابعة لمرقد امير المؤمنين(عليه السلام) وسنتعامل معها أيضا على وفق مبدأ الحفاظ على التصميم الاساس لها الذي أعده مكتب ديوان العمارة.
مشروع توسعة جهة باب الطوسي، ما المدة الزمنية التي يستغرقها انجاز هذا المشروع وما الجديد فيه؟
مشروع توسعة باب الشيخ الطوسي(قدس سره) يضم مشاريع عدة – او مقاولات عدة- منها التسقيف بالمخيمات العملاقة غير القابلة للاحتراق، وتبليط أرضية الصحن بالمرمر، مع تجهيزه بالانارة ومنظومة الصوتيات والشاشات الكبيرة، مع رفد الصحن الشريف بأماكن حفظ احذية الزوّار(الكيشوانيات) والبوابات وكل الامور التي من شأنها خدمة الزائرين الكرام وراحتهم .
س/ ورش ومخازن العتبة المقدسة في حي عدن وفي طريق كربلاء – نجف التي شرعت العتبة العلوية المقدسة بإنجازها، ما عددها ولأي المشاريع تستخدمونها؟
نفذت مخازن عدة من شعبة التنفيذ المباشر في العتبة العلوية المقدسة، والآن لدينا مشاريع جديدة قيد التنفيذ، منها إنشاء ثمانية مخازن كبيرة، مع مخازن أخرى متعددة في منطقة المخازن التابعة للعتبة العلوية المقدسة في حي عدن، وستستثمر هذه المخازن ان شاء الله تعالى لسد جميع احتياجات العتبة بكافة أقسامها.
تعاني المنطقة المحيطة بمرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) من قلة المجاميع الصحية المجانية للزائرين، ما الخطط البديلة التي وضعتها العتبة العلوية المقدسة لحل هذه المشكلة؟
قيد التنفيذ الآن منشآت عدة بطوابق متعددة للمجاميع الصحية في جميع الاماكن والجوانب الرئيسة المتصلة بالصحن الحيدري الشريف، أحدها سيدخل الخدمة قريبا وسيجد الزائرون ان شاء الله تعالى انها بأعداد وصفات فنية عالية.
في الزيارات المليونية يحتاج الزوّار الى مسقفات وساحات للاستراحة، هل باشرتم بإنشاء مثل هذه المشاريع؟
أنجزت العتبة العلوية المقدسة حتى الآن مجموعة من القاعات والمسقفات والساحات في منطقة السفح والطريق الحولي المؤدي الى المرقد العلوي المقدس، وستكون هنالك منشآت ومساحات كبيرة وبطوابق متعددة ضمن المشاريع التي تحدثت عنها آنفاً وكلها تسهم في خدمة الزائرين الكرام .
كلمة أخيرة؟
نسأله جلّ شأنه بشفاعة وبركة سيدنا ومولانا أمير المؤمنين(سلام الله عليه) أن يوفقنا وجميع العاملين في هذا المكان المبارك في تحقيق ما نأمله في خدمة هذا المكان المقدس، وان نكون خدماً حقيقيين لزائريه الكرام .
نشر في مجلة الولاية العدد 72