رئيس جامعة واسط

حاوره: هاشم محمد الباججي

ضمن النشاط الاعلامي والثقافي لقسم الاعلام في المؤسسات الاكاديمية والثقافية في المحافظات ، كانت زيارة جامعة واسط واللقاء برئيس الجامعة الذي طلبنا منه حوارا ثقافيا حول الواقع الفكري والثقافي في العراق ودور المؤسسات الاكاديمية والدينية والثقافية في رفع هذا المستوى او انخفاضه ، فاستقبلنا مرحبا بحفاوة وتكريم وابتدأنا قائلا :
نحن سعداء بهذا اللقاء ، وأنا اُقَبِّل مكان اقدام زوار الامام علي عليه السلام ، وتعجز الكلمات عن وصف هذا الامام الهمام سلام الله عليه الذي ملأ الدنيا علما وحكمة ، ومرة اخرى اقول اهلا بكم خدّام امير المؤمنين عليه السلام في جامعة واسط

نعمل في المؤسسات الاكاديمية بتوجيه الاساتذة بتعزيز الروح الوطنية بين الطلبة وتعليمهم ان حب الوطن من الايمان اضافة الى التركيز على المستوى العلمي، وهذا بدوره سيسهم في ترقية تفكير الطلبة والمحيطين بهم، وكذلك توجيه الطلبة للتعلم من علمائنا والمبلغين الامور العلمية الرصينة وليس الاشياء العاطفية للتسلح بالعلم والعقيدة، واتمنى من المؤسسة الدينية من العلماء والمبلغين ان يكون خطابهم الديني مركزا على علم اهل البيت ومعالجة القضايا الاجتماعية المهمة لان الانسان بطبعه ميال الى العلم، واتمنى من العتبات اصدار وطباعة القران بشرح كلماته ويكون بسعر مناسب ومدعوم وعرضه في الجامعات لاقتنائه، فقد لاحظت بعض طلبة الدكتوراه لا يعرف معنى (الصمد)، وهذا أمر غير مناسب.

برأيكم ما سبب الانخفاض في المستوى العلمي للطلبة؟
هذا الانخفاض هو جارٍ في كل البلاد العربية، كتبت العربي الكويتية قبل عدة سنوات تقريرا عن هذا وتساءلت ما سبب انخفاض المستوى العلمي؟، فجيل الخمسينات افضل من جيل الستينات وهكذا باقي الاجيال فالانخفاض مستمر وهذا الانحدار والسبب الاساسي في رأيي هو المعلم لما له من تاثير سلباً وايجاباً، سألوا بسمارك كيف وحدت المانيا؟ قال بمعلم المدرسة، وقال مارتن لوثر مؤسس الفلسفة العقلية: ان المعلم هو الذي يجعل الامة في السماء، فاذا اردنا ان نبني المجتمع علينا ان نبدأ بالمدرسة الابتدائية ونبني المدارس ونركز على المعلمين الكبار وليس هذا الجيل من المعلمين الذي يلبس الجينز ويضع الجل ودهن الرأس فكيف يقتدي به الطالب، في امريكا المهنة الوحيدة التي لا يدخلها أي شخص هو المعلم الذي يجب ان يكون بمواصفات خاصة وخبرة في علم الاجتماع والنفس واللغة الصحيحة وغيرها من الخصائص، بينما في العراق نرى العكس فقد سعى الطاغية المقبور لذل المعلم و اوصله الى الحضيض لاسيما بعد ان فرضت امريكا الحصار على الشعب العراقي وليس على صدام، وحتى في الجامعات فقد تحول بعض الاساتذة الى مجرد تعليمي وليس باحث يساعد الطلبة في تنمية المواهب وبحثهم العلمي، وهناك مشكلة خطيرة وهي (التهديد العشائري) والضغوط الاجتماعية للمؤسسة التربوية والعلمية، فالعشائر في البصرة والعمارة لديهم اسلحة ثقيلة وهذا شيء مرعب، لقد عشت في ليبيا 15 سنة لم اشاهد مسدساً عند أحد من الناس، فالسلاح عند الشرطة فقط، وهذا كله يؤثر على التعليم والمستوى العلمي.

برأيكم هل هناك تأثيرات خارجية على فرض واقع معين في العراق؟
يحاربنا الغرب بطريقة ذكية من خلال القوة الناعمة ويضخ هذا النمط بإيصال رسائل يحول فيها الشاب بمرور الزمن الى شباب مهتم بشهواته وملذاته، و اريد ان اتكلم بصراحة، فالغرب لاسيما امريكا وبريطانيا وذيولهم من السعودية وقطر يعملون على بث الافكار المنحرفة والمشبوهة من خلال فضائياتهم ومواقعهم وعلى كافة الاصعدة، وحتى على الصعيد العلمي وعلى الصعيد البيولوجي وانا احذر من هذا خاصة الهندسة الوراثية، (فإسرائيل) هي الاولى في هذه الهندسة فبإمكانهم وعن طريق حلفائهم المعروفين بالمنطقة من الدول العربية والمجاورة من ارسال الماء او الطعام الملوث او الذي اجريت عليه عمليات الهندسة الوراثية، وقد تتبعت بعض الحالات في مناطق مختلفة، ففي المنطقة التي أسكن فيها هناك حالة غريبة وهي ان اغلب حالات الانجاب هي من الاناث، وفي مناطق اخرى حالات كثيرة من إنجاب الأطفال ناقصي العقول او المشوهين، فبرأيي هذا ليس صدفة بل هناك اجندات خارجية تعمل للتأثير على الهندسة الوراثية في العراق، فبعد ان عجزوا من القضاء على العراق من خلال الدواعش ارى انهم سيلجؤون الى افكار اخرى والهندسة الوراثية احداها، واتمنى من العتبات ان تعمل بالانتاج الغذائي لكي لانخترق – فانا اعتز بانتاج الكفيل لاني مطمئن على طعامي الذي أتناوله أو الماء الذي أشربه– فماء السعودية وحليبها المعلب ومنتجاتهم الغذائية كلها محل شك وريبة ويجب الحذر منها .

برأيكم هل هجرة الكتاب بين الشباب ادى الى انخفاض المستوى العلمي؟
الكتاب والمكتبات موجودة ولكن تحولت الى الانترنت، فهناك آلاف الكتب والمكتبات على مواقع محترمة ورصينة، ولكن لا يقرأها الا القليل، لان هناك بديل عنها أكثر متعة كالفيس والانترنت وغيرها، لذا يحاول الكثير من الشباب الدخول الى هذه المواقع الهابطة للتمتع والضحك وقتل اوقات الفراغ بدل التعلم ومواكبة التطور، والطباعة بصورة عامة انخفضت واتجه البعض نحو الكتاب الالكتروني ،فمثل طبعت احدى دور النشر أحد كتبي خارج العراق 500 نسخة فقط عام 2016، بينما كانت تطبع في سنة 1988 احد عشر الف نسخة، فما الذي تغير؟، بينما نرى في اوربا الناس تقرأ في كل مكان بعكس واقعنا العربي والاسلامي، فهذا الجيل أثرت عليه الجاهلية الالكترونية، لقد كنا سابقا نثقف انفسنا بقراءة كتب الفكر والادب والتاريخ والروايات والفلسفة وعلم الاجتماع وغيرها لزيادة الثقافة.

ما الحل برأيكم ، ومن اين نبدأ؟
الحل والبداية من المدرسة الابتدائية فالشباب واقع تحت وطأة الجاهلية الالكترونية، و الجامعة لا تعطي المجال للطالب للقراءة والثقافة العامة، لذا يجب ان نبدأ بالتعليم الصحيح والمدروس من الابتدائية وبناء الانسان منذ طفولته من الاساس وتوجيهه بأشياء نافعة بدل التعلق والانشغال بالفيس والانترنت لغرض اللهو والضحك.

كلمة اخيرة !
تعلمت من ابي الحسن ان الحجر اللصيق في الدار رهن على خرابها، وتعلمت من الامام عليه السلام الامانة والقيم والحفاظ على المال العام، ولم ادع الله يوما ببركة الامام الا وتحقق طلبي، وقد دعوت الله تعالى ببركة الامام علي عليه السلام بإرجاع ابنتي سالمة في ظروف قاسية جدا في احداث ليبيا، فرجعت ابنتي سالمة في اعقد الظروف واكثرها سوء.

نشرت في الولاية العدد 105

مقالات ذات صله